[center][b][font:efa9=Arial][color:efa9=#000000]بسم الله الرحمن الرحيم[/color][/font][/b]
[b][font:efa9=Arial][color:efa9=#000000]============[/color][/font][/b]
[b][color:efa9=teal][font:efa9=Arial]الأحبة في الله ورسوله والإسلام / سلام الله عليكم ورحمته وبركاته[/font][/color][/b]
[b][color:efa9=blue][font:efa9=Arial]إلي حضراتكم هذه التذكرة . حني نوقظ قلوبنا وعقولنا ونجعلها طائعة[/font][/color][/b]
[b][color:efa9=blue][font:efa9=Arial]إلي الله عز وجل عاملة بشريعته ، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام[/font][/color][/b]
[b][color:efa9=blue][font:efa9=Arial]وهي بعنوان [/font][/color][/b][b][color:efa9=red][font:efa9=Arial]( أصناف العباد في حساب يوم الميعاد )[/font][/color][/b][b][/b]
[b][font:efa9=Arial][color:efa9=#000000] ــــــــــــ[/color][/font][/b][b][/b][/center]
[b][font:efa9=Arial][color:efa9=#000000]من حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل الحياة الدنيا دار اجتهاد وعمل ، وجعل الآخرة دار حساب وجزاء ، يحاسب فيها الناس ، فيجزى المحسن على إحسانه ، والمسيء على إساءته ، قال تعالى
[/color][color:efa9=blue] ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب [/color][color:efa9=#000000]) ففي ذلك اليوم يقف العباد بين يدي ربهم خاضعين أذلاء ، يكلمهم ربهم شفاهة من غير ترجمان ، فيسألهم عن الصغير والكبير ، والنقير والقطمير ، وهم في هول عظيم ومشقة ، ومشاهدتهم لأهوال ذلك اليوم العظيم ، فياله من موقف ، وياله من مقام تخشع فيه القلوب ، وتنكس فيه الرؤوس ، نسأل الله الثبات حتى الممات .[/color][/font][/b][b][/b]
[b][font:efa9=Arial][color:efa9=#000000]ويبدأ الحساب بشفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن الخلق يطول بهم المقام في الموقف العظيم الرهيب ، وينالهم منه تعب وشدة ، فيذهبون إلى الأنبياء ليشفعوا لهم عند ربهم ليقضي بين العباد ، ويبدأ الحساب ، فيأتون آدم ونوحا وإبراهيم وموسى وعيسى وكلهم يأبى عليهم ، ويذكر لنفسه ذنباً ويقولوا لسنا لها – إلا عيسى عليه السلام - حتى يحيل عيسى عليه السلام على نبينا صلى الله عليه وسلم ، فيأتي الناس النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : أنا لها ، أنا لها ، فيشفع صلى الله عليه وسلم إلى ربه ليبدأ الحساب ، وهذا هو المقام المحمود الذي وعده الله إياه .[/color][/font][/b]
[b][font:efa9=Arial][color:efa9=#000000]وتختلف محاسبة الله لعباده تبعاً لأعمالهم في الدنيا ، فقسم لا يحاسبهم الله محاسبة من توزن حسناته وسيئاته وإنما تعد أعمالهم وتحصى عليهم ، ثم يُدْخلون النار، وهؤلاء هم الكفار ، قال تعالى :[/color][color:efa9=blue] إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا [/color][color:efa9=#000000]) وقال أيضا :{[/color][color:efa9=blue] يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام [/color][color:efa9=#000000]) .[/color][/font][/b]
[b][font:efa9=Arial][color:efa9=#000000]وقسم يدخلهم الله الجنة بغير حساب ، وهم المؤمنون الموحدون الذين تميزوا عن سائر الأمة بحسن التوكل على الله جل وعلا ، قال صلى الله عليه وسلم : [/color][color:efa9=green]( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب . هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون ) [/color][color:efa9=#000000] متفق عليه . ومعنى لا يسترقون أي : أنه لا يطلبون الرقية من أحد توكلا على الله سبحانه ، وإن كانوا يرقون أنفسهم أو يرقون غيرهم ، ومعنى لا يتطيرون أي : لا يتشاءمون ، ومعنى لا يكتوون : لا يتداوون بالكي لتوكلهم على الله . [/color][/font][/b]
[b][font:efa9=Arial][color:efa9=#000000]وقسمٌ يعرض الله عليهم ذنوبهم عرضاً ويقررهم بها ثم يدخلهم الجنة ، قال صلى الله عليه وسلم : [/color][color:efa9=green]( يدنوا المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه – ستره - فيقرره بذنوبه ، تعرف ذنب كذا ؟ يقول : أعرف ، رب أعرف مرتين ، فيقول : سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم ، ثم تطوى صحيفة حسناته [/color][color:efa9=#000000]) رواه [/color][color:efa9=maroon]البخاري [/color][color:efa9=#000000]و[/color][color:efa9=maroon] مسلم [/color][color:efa9=#000000]. [/color][/font][/b]
[b][font:efa9=Arial][color:efa9=#000000]وقسم لم يتحدد مصيرهم بعد ، وهم أصحاب الأعراف ، وهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم ، فهؤلاء يوقفون على مرتفع بين الجنة والنار ، ثم يدخلهم الله الجنة برحمته سبحانه ، قال تعالى
[/color][color:efa9=blue]وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون [/color][color:efa9=#000000]) .[/color][/font][/b]
[b][font:efa9=Arial][color:efa9=#000000]وقسم غلبت سيئاتهم حسناتهم فاستحقوا العقاب وهم عصاة المؤمنين ، وهؤلاء تحت مشيئة الله سبحانه ، إن شاء عفا عنهم ، وإن شاء عذبهم ، ثم يخرج من عُذِّب منهم بالنار بشفاعة الشافعين أو بكرم أرحم الراحمين جلا وعلا ، قال تعالى: ([/color][color:efa9=blue] إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما [/color][color:efa9=#000000]).[/color][/font][/b]
[b][font:efa9=Arial][color:efa9=#000000]هذا عن حساب المكلفين من الإنس والجن ، أما البهائم فإنها تحاسب ويقتص لبعضها من بعض كما قال صلى الله عليه وسلم :[/color][color:efa9=green] ( لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ) [/color][color:efa9=#000000]رواه [/color][color:efa9=maroon]مسلم [/color][color:efa9=#000000]. والشاة الجلحاء هي التي لا قرون لها ، والقرناء هي ذات القرون .[/color][/font][/b]
[b][font:efa9=Arial][color:efa9=#000000]وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من حقوق الله ([/color][color:efa9=red] الصلاة[/color][color:efa9=#000000] ) وأول ما يحاسب عليه من حقوق العباد الدماء ، قال صلى الله عليه وسلم : [/color][color:efa9=green]( أول ما يحاسب به العبد الصلاة وأول ما يقضى بين الناس في الدماء ) [/color][color:efa9=#000000]والحقوق المتعلقة بالخلق من أشدِّ ما يحاسب عليه العبد بعد الشرك بالله ، وذلك أن العفو عنها مرتبط بالمظلومين أنفسهم ، والناس في ذلك اليوم أحرص ما يكونُ على الحسنات ، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتحلل من المظالم في الدنيا قبل أن يكون القصاص بالحسنات والسيئات ، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :[/color][color:efa9=green] ( من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم . إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه [/color][color:efa9=#000000]) [/color][/font][/b]
[b][font:efa9=Arial][color:efa9=#000000]ومن كمال عدل الله سبحانه وتعالى في ذلك اليوم أنه يحاسب العبد فيقرره بذنوبه ، فإن لم يقر أشهد عليه أعضاءه ، فتشهد عليه بما عمل ، قال تعالى : {[/color][color:efa9=blue] يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون [/color][color:efa9=#000000]) وتشهد عليه الملائكة الكرام الكاتبون كما ثبت ذلك في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.[/color][/font][/b]
[b][font:efa9=Arial][color:efa9=#000000]ومن كمال عدله سبحانه أيضاً أنه يقيم للحساب ميزاناً يزن به أعمال الخلق ، حتى يعلم العبد نتيجة حسابه معاينة ، فإن الله لا يظلم الناس شيئا ، قال تعالى ([/color][color:efa9=blue] والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون . ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون [/color][color:efa9=#000000])[/color][/font][/b]
[b][font:efa9=Arial][color:efa9=#000000]فإذا علم المسلم ما يكون في ذلك اليوم من الحساب والعقاب ، وكيفية القصاص في المظالم والسيئات ، كان أحري به أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب ، كما قال [/color][color:efa9=maroon]عمر [/color][color:efa9=#000000]رضي الله عنه : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزينوا للعرض الأكبر " [/color][/font][/b][center][b][font:efa9=Arial][color:efa9=#000000] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [/color][/font][/b][/center]
[b] [/b][center][b][color:efa9=fuchsia][font:efa9=Arial]وقانا الله وإياكم عذاب هذا اليوم ، وشفع فينا الصيام والقرآن ، وسيد الآنآم محمد عليه الصلاة والسلام . وجعل منزلتنا الفردوس الأعلى في جنة الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا . وجعلنا ممن تقول لهم الملائكة هذه الجنة التي كنتم توعدون **[/font][/color][/b][b][/b][/center]