[center]بسم الله الرحمن الرحيم
***********
الأحبة في الله ورسوله والاسلام
سلام الله عليكم ورحمته تعالي وبركاته
***********
يسعدني . بل ويشرفني أن أعرض علي حضراتكم بعض ما أجاد به الله عليّ من سيرة حفيدة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه[/center]
السيدة زينب بنت الإمام علي رضي الله عنهما
************
حول سيرة السيدة زينب ، رضي الله عنها ، أوضح الدكتور علوي أمين الأستاذ بجامعة الأزهر قائلا : ولدت السيدة زينب في حياة جدها النبي الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) في العام الذي شهد استقرار الأمر للمصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، وخروجه على ناقته القصواء ثم العودة ظافرا بصلح الحديبية مع قريش فكان فتحا مبينا .
وضعتها والدتها السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنة بنت خير البشر وابنة خديجة الكبرى في سنة خمس هجرية بعد الامام الحسين رضي الله عنه بسنتين في مثل هذا الشهر ( شعبان ) ويقال في جمادى الأولى .
وكان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) مسافرا . فلم يسموها حتى يأتي جدها ( صلى الله عليه وسلم ) فطلب علي رضي الله عنه من النبي تسميتها ، فسماها زينب على اسم خالتها إحياء لذكراها التي لم ينسها ( صلى الله عليه وسلم ) وآله .
وزينب بمعنى الفتاة القوية الودود العاقلة والزينب شجر جميل له بهاء سميت به النساء ولها كنيات كثيرة منها: ــ
ــ أم هاشم : كنيت بأم هاشم لأنها حملت لواء راية الهاشميين بعد أخيها الامام الحسين . ويقال لأنها كانت كريمة سخية كجدها هاشم الذي كان يطعم الحجاج فكانت مثله تطعم المساكين والضعفاء ، ودارها كانت مأوى لكل محتاج .
ــ صاحبة الشورى : لقبت بهذا الاسم لأن كثيرا ماكان يرجع اليها أبوها وأخواتها في الرأي .
ــ عقيلة بني هاشم : ولم توصف سيدة في جيلها أو غيره أو في آل البيت بهذا الا السيدة زينب رضي الله عنها .
ــ الطاهرة : فقد أطلقه عليها الإمام الحسن أخوها عندما قال لها أنعم بك يا طاهرة حقا إنك من شجرة النبوة المباركة ومن معدن الرسالة الكريمة عندما شرحت حديث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الحلال بين والحرام بين .
ــ أم العزائم : فكانت تكنى عند أهل العزم بأم العزائم وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم .
ــ أم العواجز: كنيت بهذه الكنية لمساعدتها العجزة والمساكين عندما شرفت مصر بقدومها .
ــ رئيسة الديوان : لأنها عندما قدمت مصر كان الوالي وحاشيته يأتون اليها وتعقد لهم بدارها جلسات للعلم فيتفهموا الأمور الدينية في ديوانها وهي رئيسته .
ــ السيدة : وهذا اللقب اذا اطلق بدون اسم زينب يعرف ان المقصود به السيدة زينب رضي الله عنها دونها عن أخريات من آل البيت فهي الوحيدة المتفردة من آل البيت بهذا اللقب ، فإذا ذكرت أي سيدة أخرى لابد من أن يذكر معها اسمها كالسيدة نفيسة السيدة عائشة السيدة فاطمة النبوية ممن دفن وشرف تراب مصر بهن . أما إذا أطلق لفظ السيدة فقط فهي ولاشك سيدتنا زينب حفيدة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .
نشأت السيدة زينب رضي الله عنها في كنف النبوة والرسالة في تلك البقعة المباركة مع أبويها ( فاطمة الزهراء والامام علي رضي الله عنهما ) في عهد جدها ( خير خلق الله قاطبة ) صلوات الله عليه وسلامه ، فنهلت من علمه وحكمته وفقهه في الدين فحفظت القرآن الكريم ، والأحاديث النبوية الشريفة ، وتلقت عن والدتها الزهراء الدروس الأولى في الحياة ، وكبرت فوجدت أباها الفارس أمير البيان في كلماته حكما ، وعالما بأمور الدين ، وأخويها الحسن والحسين رضي الله عنهما سيدا شباب أهل الجنة . والصحابة الكرام من حولها حفظة القرآن والحديث المتفقهين في أمور الدين ، فنشأت الصبية الجميله كاملة الخلق . والخلق في بيئة دينية ، وبالتالي تربية دينية ، فنشأتها الأولى لم تفز بها من مثلها في جيلها ولاغيره ، فالانسان كما هو ابن أبيه وأمه وأهله هو ابن بيئته وجيرانه وحيه وأصحابه الذين عاشرهم ، ( قل لي من صديقك أقل لك من أنت ) ؟
ويكفيها كرمها وشجاعتها عند وفاة جدها المصطفى صلوات الله وسلامه عليه . ووفاة أمها الزهراء . واستشهاد أبيها . وحضورها كربلاء . واستشهاد أخيها الحسين . وولديها . وحملها إلى يزيد وكأنها أسيرة .
لقد كان وجودها بالمدينة بعد استشهاد الامام الحسين مشكلة كبرى ، حيث إنها أثارت جموع المسلمين عليه ، وحفزتهم لنصرة دينهم وللأخذ بالثأر ، فجمع يزيد كبار رجال بني هاشم وقال لهم : اعرضوا على السيدة زينب ان تقوم برحلة تهون بها على نفسها ، ولها أن تختار أي بلد ترضاه : فأبت السفر في بادئ الأمر وقالت : ( قد علمت والله ماصار الينا مثل غيرنا وسيق الباقون كما تساق الأنعام وحملنا على الأقباب فوالله لا خرجنا وإن ريقت دماؤنا ) فكيف تسافر وتترك البلاد التي شهدت ميلادها وصباها ، ونزول الوحي . وترحل الى بلاد وأناس لم تتعامل معهم من قبل . ولكن جاءتها ابنة عمها زينب بنت عقيل بن أبي طالب فقالت لها : يا ابنة عماه قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء فطيبي نفسا وقري عينا وسيجزي الله الظالمين أتريدين هوانا بعد هذا الهوان ؟
ارحلي الى أي بلد آمن ، ثم اجتمعت عليها نساء بني هاشم واقترحن عليها الشام أو مصر . ولكنها اختارت مصر .
وكانت السيدة زينب تعتبر من أولي نساء أهل البيت رضي الله عنهن اللائي شرفن أرض مصر بالمجيء . فوصلت مصر مع بزوغ هلال شهر شعبان بعد مضي ستة أشهر على استشهاد أخيها الحسين فدخلتها ومعها فاطمة وسكينة وعلي ابناء الحسين .
واستقبلها أهل مصر بالحفاوة والترحاب . ثم أخذهم والي مصر الى داره بالحمراء القصوى عند بساتين الزهري ( حي السيدة الآن ) فأقامت في تلك الدار عاما ونصف عام زاهدة في الدنيا عابدة لله سبحانه وكانت موضع تقدير من المصريين جميعا .
وتوفيت رضي الله عنها في مساء الأحد 15 من رجب سنة 62 هجرية ودفنت بمخدعها وحجرتها من دار سلمة التي أصبحت الآن مسجدها المعروف بحي السيدة زينب بالقاهره .
[center]******************
أرجو أن أكون قد وفقت في عرض الموضوع
وقد نال أعجابكم ورضاكم . وفقني الله وأياكم
أخيكم في الله ورسوله والاسلام
أيمن صــبري [/center]